الحشد الشعبي يعتقل القيادي في صحوات عامرية الفلوجة (عصف الجنابي)

16 سبتمبر , 2015 - 11:31 ص | المشاهدات : 56 مشاهدة

حجم الخط:

تعيش عامرية الفلوجة هذه الأيام توترات حادة بين فصائل الحشد الشعبي والشرطة المحلية من جهة، والصحوات من جهة ثانية، على إثر اعتقال خبير تفكيك العبوات، القيادي في صحوات عامرية الفلوجة، عصف الجنابي، قبل أقل من أسبوع.

يأتي اعتقال القيادي في صحوات عامرية الفلوجة، عصف الجنابي، على خلفية اتهامه بقتل عنصر من الشرطة الاتحادية في مدينة الرمادي خلال المعارك التي انتهت بسقوط المدينة منتصف مايو/ آيار.

وكانت والدة الضحية، التي تنتمي إلى حركة عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، قد رفعت دعوة قضائية ضد الجنابي الذي تَمّ اعتقاله من قبل قوة مشتركة من عصائب أهل الحق والشرطة المحلية.

وفي حديثٍ خاص بـ “القدس العربي”، يقول أحد ضباط شرطة ناحية عامرية الفلوجة: “أن قوة من عصائب أهل الحق وشرطة الناحية قامت قبل خمسة أيام باعتقال عصف الجنابي، وهو قيادي معروف في صحوات عامرية الفلوجة، ويتواجد بشكلٍ دائمٍ في الخطوط الأمامية للدفاع عن المدينة، الأمر الذي أثار حفيظة مقاتلي الصحوات”.

ويكشف مصدرٌ أمني لـ “القدس العربي” عن وجود قائمة اعتقالات تضم 91 اسماً غالبيتهم من مقاتلي الصحوات، وعلى رأس القائمة عصف الجنابي، “المعتقل حالياً في سجن شرطة عامرية الفلوجة بحراسةٍ أمنيةٍ مشددة، ولا يسمح لذويه أو زملائه بزيارته في المعتقل”، ويُضيف المصدرُ الأمني، “أنّ الغريب في القضية إنّ اللجنة التي تحقق مع الجنابي ترأسها والدة الشرطي المقتول، وهي نفسها الطرف المدعي عليه”.

من جانبه، يقول الضابط في شرطة عامرية الفلوجة، “إنّ الأجواء السائدة هي أجواء متوترة وتنذر بعواقب وخيمة، خاصةً مع وجود حالات استهداف متعمّد لقيادات الصحوات، وهو ما قد يدفعها إلى إخلاء مواقعها من الخطوط الأمامية في مواجهة تنظيم الدولة”.

ويرى مصدرٌ عشائري، أن السكان هنا والعشائر والصحوات يرفضون تواجد قوات الحشد الشعبي داخل المدينة بسبب ما أسماها بـ “الاستفزازات اليومية لسكان المدينة من قبل عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي”.

ويُضيف المصدر العشائري، “إنّ استمرار اعتقال عصف الجنابي سيؤدي إلى قيام الصحوات بترك مواقعها، ما يتيح فرصة للحشد الشعبي لملء الفراغ، وبالتأكيد فأنه سوف لنْ يلقى أيّ ترحيبٍ من السكان، وهي فرصة مناسب لتنظيم الدولة لكسب المزيد من المؤيدين له من أبناء المدينة”.

يؤكد، سلام العيساوي، أحد المقاتلين تحت قيادة عصف الجنابي، “إنّ اعتقال القائد عصف الجنابي، أمرٌ مدبّر من قبل عصائب أهل الحق، فالقائد قد وقف بوجههم ومنعهم من السيطرة على المدينة، أو إقامة مقراتٍ ثابتة داخلها، وله تصريحات سابقة يتهم فيها حكومة بغداد بالتقصير في تسليح أبناء العامرية لمنعهم من الاعتماد على أنفسهم واستمرار حاجتهم لقوات الحشد الشعبي”.

وعن ملابسات حادثة مقتل الشرطي في الرمادي، يقول سلام العيساوي، “في معارك الرمادي كان القائد عصف الجنابي قد فقد أحد أشقائه، وتوجيه التهمة له بقتل شرطي من الشرطة الاتحادية، هي تهمةٌ باطلة ومضحكة، وأنّ استمرار اعتقاله لنْ يمر دون نتائج غير محسوبة، فلابد للحشد الشعبي من إطلاق سراحه فوراً والاعتذار له”.

ويختم العيساوي حديثه لـ “القدس العربي”، مهدداً “برد غير متوقع منا نحن أبناء العشائر، وأبناء ناحية عامرية الفلوجة الذين صمدوا لوحدهم بوجه تنظيم الدولة الإسلامية لأكثر من عام ونصف، ولنْ نسمح لمدينتنا أنْ تكون ثكنةً لقوات الحشد، فنحن لسنا بحاجة لهم، وهناك مئات الجبهات الأخرى، فلماذا الإصرار على البقاء في مدينة ترفض أيّ تواجد لهم؟”.