سليم الجبوري: مؤتمر الدوحة ليس هدف زيارتنا لقطر

جدد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، التأكيد على ان المؤتمر المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة لم يكن هدفا لزيارته التي قام بها مؤخرا الى قطر.
وقال الجبوري، اليوم الاربعاء، خلال كلمته في المؤتمر الأول الذي اقامه مركز أكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات المستقبلية بالتعاون مع صندوق دعم الديمقراطية (NED) تحت عنوان (اصلاح قطاع الامن والدفاع في العراق) “الأمن الإقليمي أصبح مرتبطا ارتباطا جدليا بالاستقرار السياسي وهذا يعني أننا حين نفكر بتسوية أية قضية من قضايا الإقليم فعلينا حينها ان نفكر بما يحاذيه في الاحتكاك من الملفات الاخرى، والذي سيؤثر تأثيرا مباشرا عليه وربما يعيق انجازه، وبناء على ذلك نعتقد ان المشكلة الإقليمية متشعبة عموديا وأفقيا في الشكل والمضمون ومرتبطة ببعضها من خلال الجغرافيا والثيوغرافيا والتاريخ والاقتصاد والأيديولوجيا، وتعمل على تحديد مسار هذه الأزمة مصالح عميقة وخطيرة لجهات نافذة ومتمكنة لابد من العمل على تفكيكها ورسم خارطة طريق واضحة المسار”.
وأضاف, ان “الصراع المسلح لن ينتهي الا بعد الاتفاق على إنهاء الصراع السياسي الذي هو جذر المشكلة، وسأكون واضحا بدرجة قد تزعج بعض الاطراف ان قلت لكم ان المشكلة الأمنية هي مجرد نتوء كارتوني لصراع الإرادات في المنطقة، والكل يعرف الحل وشكله لكن باعتقادي ان حجم التنازلات من البعض للبعض لا زال لم يحدد في مزاد التفاوض بين اللاعبين الاساسيين في المنطقة”.
واشار الى ان “ظاهرة الخجل من الاستماع للحقيقة وتربيت الاكتاف على المواقف الهلامية والمجاملات الباهتة للتصريحات الجوفاء قد استهلكت المرحلة السابقة في الوقت الذي تسحق فيه شعوبنا لصالح انتظار لا مبرر له ونحن نراقب شبابنا يبتلعهم الارهاب مرة وهم هدف له ومرة وهم يواجهونه ومرة اخرى حين يكونون ضحية تزييفه، وحين نرى شعوبنا تقضمها الهجرة عبر البحار في منظر مخجل يجعلنا جميعا في دائرة المسؤولية التاريخية لما يحدث حين تبتلع الامواج أطفال الأمة العربية وعيونهم تشرئب الى الضفة الاخرى حيث يَرَوْن الأمن بعيدا عن اوطانهم وبلدانهم ليعيش تجار الحروب على خرير الدماء المفجع”.
وبين “لا ادري كيف لنا ان نضع الأصبع على الجرح، ولا زلنا لا نريد ان نفتح أبوابنا للحوار مع أنفسنا او مع من يعارضنا بل نقع في فخ التدليس والتشويش الذي تمارسه بعض الجهات لإجهاض اي جهد يَصْب في مصلحة العراق ويفتح الطريق للحل، ومثال ذلك ما تمت إثارته خلال اليومين الماضيين من ادعاء مشاركتنا في مؤتمر حواري يقام للمعارضة العراقية في الدوحة، وحين تتزامن الزيارة مع انعقاد هذا المؤتمر الذي هو ليس هدفنا فيها، ومن هنا نجدد القول ان التعامل مع هذه الاطراف ينبغي ان يكون ضمن الدستور والقانون وبضمنها حزب البعث المنحل”.
ولفت الجبوري “نعتقد بما لا يقبل المجاملة اننا رفضنا من قبل ونرفض الان التعامل مع أي طرف مهما كان عنوانه الا تحت مبدأ احترام العملية السياسية والدستور وسيادة العراق، وهذا ما اكدته دولة قطر ممثلة برئيس حكومتها ووزير خارجيته اثناء زيارتنا لها قبل أيام وهذا هو القدر الذي يجمعنا بالأشقاء والذي نتعامل على أساسه وفي إطاره”.
واوضح, “لقد تفاقمت مشكلة الأمن في المنطقة وتوسعت تداعياتها من بلدان الصراع الى مساحات لم يكن يُتوقع وصول الإرهاب إليها، وهذا يؤكده ما حذرنا منه سابقا من اتساع قطرة الزيت وانتشار الوباء الخطير، وما نخشاه ان تفقد المنطقة بأسرها القدرة على محاصرة هذا التمدد، وحين ذلك ستضيق طرديا مع اتساع رقعة الإرهاب قدراتنا في الحل وستكون المبادرة للسلاح المنفلت وسنعول حينها على القدر الذي يشبه الى حد كبير مصير زورق بلا شراع في بحر متلاطم للأمواج”.
واكد ,ان “تشريع القوانين الخاصة بالأمن والدفاع وتحديدا تلك التي تمس عمليات التحرير أصبح ضرورة ملحة ولازمة”، مشيرا الى ان “سبب هذا الإلحاح يرتبط بالقدرات الكبيرة التي سنمتلكها في حال انخراط كل فعالياتنا ومقدراتنا في مشروع التحرير والذي يعد الركن الأساس للمضي في تحقيق أمن المحافظات المحتلة كليا او جزئيا من تنظيم داعش، يضاف الى ذلك ضرورة توفير الدعم المعنوي الذي تحتويه فلسفة هذه التشريعات في منح الثقة للسكان المحللين لتلك المناطق وإعطاءهم الفرصة لنيل شرف التحرير ودرء كل التقولات التي ذهب إليها البعض من وصف سكان هذه المناطق بالتعاطف مع داعش، ومع هذا وذاك فإن أهالي تلك المناطق وعلى الصعيد الاجتماعي يدخرون ثأرا للإرهاب بعد أن قتل أبناءهم ودمر مدنهم وهجرهم من مناطقهم، ولابد من فسح المجال في السياق المعنوي لان يأخذوا بثأرهم التاريخي من هذه التنظيمات الإرهابية المجرمة التي لم تترك لنفسها اي فرصة للعودة او التوبة”.
ونوه, الى ان “التعويل على الدعم الدولي لازال أساس في دعم العراقيين لخوض هذه المعركة المصيرية والخطيرة التي يمتلك فيها العدو أسلحة شتى وقدرات لا محدودة في مجال التخطيط والتنفيذ وخبرة شرسة في إدارة التوحش، ولذا لا بد ان يقابل ذلك قدرات متطورة وامكانيات واسعة لدى قواتنا المقاتلة لأحداث التكافؤ في هذه المعركة ورفع فرصة النصر الى أفضل حالاتها وتحجيم الخسائر في الأرواح والمعدات، وتكبيد العدو هزيمة تلو اخرى حتى يفقد القدرة على التوازن استعدادا للقضاء عليه نهائيا من خلال القوات التي ستزحف الى المناطق المحتلة”.
وتابع الجبوري “هنا لابد ان نعلم اننا سنخوض في نينوى على وجه التحديد معركة لا تختلف كثيرا عن طبيعة أية عملية جراحية للدماغ فنحن نتعامل مع ارض يعيش عليها ثلاثة ملايين رهينة لدى داعش، وتفكيرنا يجب ان ينصب الى كيفية تحييد هؤلاء المدنيين من أتون الصراع مع بضعة مئات من الإرهابيين وسط هذه الكتلة البشرية التي تكتظ بها المدينة، وإلا فمن غير الممكن التفكير بأنماط الحرب التقليدية كالقصف الجوي العشوائي واستخدام الأسلحة الثقيلة عن بعد وغيرها، وكل هذا سيعود الى احترافية إدارة المعركة وهي أمور يعرفها ذوو الاختصاص ونحن متأكدون من امتلاكنا لخبرات قتالية كفوءة من قيادتنا العسكرية”
مواضيع ساخنة اخرى

توقعات حظك ليوم الجمعة 15-1-2021

توقعات الأبراج الفلكية للأسبوع الأخير من عام 2020

هل تؤثر الأبراج على علاقتك بأفراد عائلتك؟

حظك اليوم مع الأبراج الثلاثاء 1 كانون الأول/ ديسمبر 2020
