كريم النوري:اعلان التحرير والهواجس الموضوعية

اعلان التحرير والهواجس الموضوعية
كلما قرب الحسم وإعلان بيان التحرير كلما تصاعدت ردود فعل تبدو قلقة ومريبة وهي ردود فعل صديقة جداً ، ربما اعلان الانتصار يتداعى معه ذكريات الهزيمة والانكسار من جهة والتوظيف الاستقطابي والانتخابي لصناع الانتصار من جهة اخرى.
الانتصار عراقي بامتياز وبتضحيات وبطولات العراقيين الحشد الشعبي والقوات الأمنية وليس من الصحيح التبرع بإهداء الانتصار للآخرين سواء التحالف الدولي او غيره رغم تقديرنا للدول التي وقت معنا في محنتنا.
بيان التحرير سينزل كالصاعقة على القادة العسكريين الذين سلموا الموصل وهربوا وخلعوا رتبهم.
الانتصار العراقي صنعه العراقيون وفي مقدمتهم المرجعية الدينية بفتواها الخالدة وبقية السياسيين الداعمين للحشد والنواب الذين صوتوا لاقرار قانون الحشد وابطال العراق من القوات المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر.
كما أظهرت الهزيمة رجالات ارتسم العار على جباههم كذلك أبرزت الانتصارات رجالاً شجعاناً كشيخ المجاهدين هادي العامري والشيخ المجاهد أكرم الكعبي والفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ويتقدمهم القائد العام للقوات المسلحة وغيرهم مما لا يمكن نسيانهم او إهمال أسماءهم.
لعل اعلان الانتصار هو العيد الوطني الكبير المتفق عليه بخلاف بقية الأعياد المختلف فيها .
ومن خلال الانتصار قد تبرز ظواهر خطيرة منها الغرور والتكبر ونشوة الانتصار وتعملق الذات والتعالي على الناس والمنّة والتفضل عليهم والتحدث باستعلاء وإطلاق تصريحات بائسة للتعريض بالناس والتحدث بانه لولا فلان لكنتم في المهجر ولو علان لدخل داعش لبغداد ، وهذه من آفات الانتصار.
هذا ما نحذر منه المنتصرين المقاتلين بكل تشكيلاتهم
وأما ما نحذر منه السياسيين فهو عدم إبراز الهواجس والمخاوف من المستثمرين للانتصار وحذار من التبرع بإهداء النصر للآخرين والتقليل من تضحيات وبطولات العراقيين صناع النصر.
ولا تكتمل مرتكزات التحرير دون عودة سريعة للنازحين وتقديم الخدمات المتيسرة لهم وعودة الثقة والوئام الوطني ومراقبة المندسين من الدواعش عبر تحديث معلومات استخبارية بدون فوضى بالاتهامات والاستهداف الثأري والسياسي.
ما نحذر منه أبناء المناطق المحررة هو عدم استغلال الانتصار والتحرير للثارات الشخصية والانتقام والمعلومات الكيدية كما نحذر من التستر على القتلة الدواعش بدوافع القربى والعشيرة ودفع الأموال.
وإذا كانت المناطق المحررة المنكوبة تستدعي الوقفة الوطنية وتخصيص الأموال الممكنة بالنهوض بالواقع الخدماتي والعمراني فهناك مناطق لم تتعرض الى أجرام داعش بل تعرضت الى إهمال متعمد من حكوماتها المحلية وهي لا تختلف عن تلك المناطق المنكوبة ولابد من تخصيص أموال لإعمارها وتحسين خدماتها مع الاولويات.
وسيكون الحديث بعد التحرير اكثر جدية وحرص حول استقرار المدن وحصر السلاح بيد الدولة حصراً واستبعاد المقرات من داخل المدن وضبط إيقاع المنفعلين وكبح جماح المستهترين والسعي لتقوية هيبة الدولة والتعاون الوطني والرسمي لانصاف المقاتلين وذوي الشهداء والجرحى/ كريم النوري
مواضيع ساخنة اخرى
مواضيع اخرى

حظك ليوم الاحد 21/2/2021 , برجك ليوم الاحد

توقعات حظك ليوم الجمعة 15-1-2021

توقعات الأبراج الفلكية للأسبوع الأخير من عام 2020

هل تؤثر الأبراج على علاقتك بأفراد عائلتك؟
